الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

لماذا تعتبر بعض المواد – مثل مادة كيفلر مضادة للرصاص ؟!

تتكون المادة المركبة عادة من خصلات من الألياف ممزوجة مع مادة أخرى تسمى المصفوفة أو المنهجية . وذلك لتقويتها .
وأوضح أمثلة على ذلك هي في المادة التي كان يستخدمها الفراعنة لصنع أغطية المومياءات . ومثل آخر نأخذه من عصرنا الحديث في المانيا الشرقية سابقاً حيث كانوا يستخدمون مادة مركبة لتصفيح السيارات بها . والباكليت وهو الراتينج الصناعي الذي تتم تقويته بإضافة الزجاج أو ألياف الكربون إليه . وأحيانا نجد أن البعض يقوي الاسمنت بوضع صفائح من المعدن داخله . فيحميه من التداعي إذا تعرض لضغط عال بينما نجد أن في الخشب ، مادة مقوية طبيعية كما يقول المهندسون ، وذلك لوجود الياف السيليلوز فيها . وكيفلر هو الاسم الصناعي لمادة إكتشفها ستيفاني كاوليك عام 1965م وتحتوي هذه المادة أساساً على سلسلة جزئيات من صنع الإنسان وتعتمد هذه السلسلة على الترابط القوي بين حلقات ذرات الكربون تبلغ قوة هذه الحلقات نحو خمسة أضعاف الفولاذ وتتمتع بخاصية عدم التمدد أيضاً وحالياً تعد هذه المادة من أعظم اختراعات الإنسان .
وتعتبر طريقة صنع المواد المركبة هذه أمراً معقداً جداً وغير مفهوم حتى يومنا هذا ومازال المهندسون يستخدمونها في صنع العديد من الأشياء لكن بطريقة سرية وذلك فإن أهداف الاستخدام تختلف باختلاف أنواع المواد المركبة سواء كانت مقطعة أو طويلة منفردة أو منعزلة جامدة أو لينقاسية أو قابلة للتمدد وقد كتب المتخصصون العديد من الكتب الضخمة حول هذه المواد لذا فإن ما ستقرأه ألان يعتبر زيادة التوضيح .
لجميع المواد طاقة كامنه وأوضح مثل على ذلك في توتر سطح الماء . فإذا راقبت حشرة تسير فوق الماء سترى أن أرجلها تحدث نقطاً أو ثقوباً مخروطية على سطح الماء . وهذه الثقوب تزيد مساحة السطح بالطبع وتطفو الحشرة لأن طاقتها الكامنة ( الناتجة عن وزنها ) متزنة تماماً مع زيادة طاقة سطح الماء . وتميل السوائل إلى تقليل طاقة السطح لديها قدر الإمكان . ويمكنك ملاحظة ذلك حين تكون المساحة الإجمالية لسطح القطرات أقل من مساحة محتويات كمية الماء نفسها في عامود أسطواني رفيع . في الواقع ، تتصرف المواد الصلبة بالطريقة نفسها . لكن إيجاد مساحة أكبر في مادة جامدة يحتاج إلى زيادة في الطاقة .
الرصاصة
إن سرعة موجة الصدمة في أي مادة تعبر عادة عن سرعة الصوت في هذه المادة والتي ستكون بالطبع أسرع بكثير من سرعة الرصاصة . وبالتالي ، عندما تضرب الرصاصة سطح مادة جامدة ، فإن موجات الصدم ستتجه نحو الخارج على الجانبين بشكل أسرع من الرصاصة نفسها . وهذا يعني ، على المادة الواقية أن تتمتع بالوقت الكافي للقيام بمهمتها . وفي حالة المواد المركبة ستنتشر الصدمة في سلسلة من الانكسارات داخل المادة المصفوفة ،والتي تميل للسير بشكل مواز لسطح الألياف مبعدة الصدمة عن قلب المادة المركبة . وفي حالة مادة كيفلر نجد أن الألياف غير مرنة إلى حد يستوجب تسليط طاقة هائلة لتحقيق هذا الأمر . وإذا كانت الألياف مصفوفة بشكل متعاكس أو متصالب فإن الصدمة ستتفرع وتجد أسطحاً جديدة للصدمات التي تليها . ويحدث كل ذلك في اقل من عشر الثانية لكن الطاقة التي تمتصها المادة والتي تجد كل هذه الأسطح الجديدة ضمن الألياف قادرة تماماً على ردع رصاصة من الدخول .
لماذا لا يوفر لنا الفولاذ مثل هذه الحماية ؟
عدا عن خفة وزن المواد المركبة نسبة إلى الفولاذ ، فإن نوع الحماية التي يقدمها درع من الحديد قد تشكل خطراً على الإنسان ، حتى في حال عدم اختراقه ، لأن طريقة انتقال موجات الصدم داخله قد تسبب تقشراً على السطح الداخلي له . الأمر الذي يعتبر بخطورة الرصاصة نفسها . وهناك بعض أنواع من القذائف المضادة للدبابات ، مصممة خصيصاً لنسف الدبابات وتدميرها ، فما بالك بدرع من المادة نفسها لا تتجاوز سماكته سنتمترات .
أخيراً يجدر بنا أن نذكر أن استخدام المواد المركبة لا يقتصر على الأمور الحربية بل يتجاوز ليصبح مادة أساسية في صنع ( الفايبر غلاس ) الحديث الذي تتكون من المراكب والخزانات والكثير من أنواع المفروشات
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

النباتات الطبية والعطرية

هناك مصدران أساسيان للعقاقير ، أحدهما المركبات الكيميائية المشيدة التي انتشرت وتنوعت نتيجة للتطور العظيم في فروع الكيمياء ، والآخر المواد الفاعلة المستخلصة من النباتات الطبية البرية والبستانية وهي تاريخها أسبق من المصدر الأول ، وتحمل في طياتها وصفاتها ما يجعل لها مميزات قد لا تتوفر في المصدر الأول.
لا بديل عن الأعشاب
اعتقد الكثيرون أن هذه الأدوية المصنعة سوف تحل ممحل النباتات الطبية المستعملة في الطب والطب الشعبي ، وكان من المتوقع أن يتراجع المرض أمام هذه الثورة الكاسحة في علم العقاقير ، لكن الذي حدث هو العكس تماما ، فقد عرف الإنسان الحديث أمراضا لم تكن معروفة أو منتشرة من قبل ، بل دخل عصر الأمراض المزمنة ، ويرجع ذلك إلى التقدم الرهيب في علم الكيمياء العضوية التي أدخلت مواد كيميائية في جميع مناحي الحياة ، ولوثت بيئة الإنسان ، وبالتالي أثرت عل صحته وقوته ، ومناعته في مقاومة الأمراض ، كذلك فان الأدوية المصنعة ما زال الكثير منها يفتقر إلى معلومات أوفى ، ومازال البحث العلمي يحمل لنا الكثير من الآثار الجانبية الضارة لبعض الأدوية المصنعة ، إما بسبب زيادة المعرفة عنها وإما لأنها مواد كيميائية مركزة ، تم تحضيرها في المعمل تحت ظروف تفاعلات كيميائية قاسية ، بينما أبت حكمة الخالق عز وجل إلا أن يجعل هذه المواد الفاعلة في النباتات بتركيزات مخفضة سهلة ، يمكن للجسم البشري التفاعل معها برفق في صورتها الطبيعية .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة "
وقد ثبت أن استخدامها قد يسبب أثارا جانبية ضارة ، كما أوصت المؤتمرات الدولية بالعودة إلى الطبيعة أي إلى النباتات الطبية والاهتمام بها بصفتها مصدر آمن لصناعة الأدوية .
ولقد قال أبو قراط منذ 4500 عام ( ليكن غذاؤك دواءك ، وعالجوا كل مريض بنبات أرضه ، فهي أجلب لشفائه ).
وفي أمريكا والدول الأوربية بدأت توصيات هذه المؤتمرات تدخل مرحلة التنفيذ الفعلي ، وكانت الخطوة الأولى قيام فريق من العلماء بالبحث عن نباتات جديدة قد تكون مصدر للدواء وكان من نتيجة ذلك اكتشاف نباتات جديدة لها فوائد طبية وأخرى اقتصادية لم تكن معروفة من قبل . كما تبحث هذه المجموعة من العلماء عن النباتات المذكورة في المراجع المكتوبة والمصورة ، وكذلك المحفوظة في المعشبات ،فهناك ما لا يفل عن 1800 معشبة منتشرة في الأمريكيين وأوربا ، تحتوي على ما يقرب من 175 مليون نبات ، تمثل 25000 نوع ، وعلى كل نموذج من هذه النباتات المجففة بيانات عن هذه النباتات من حيث اسمها العلمي وفصيلتها وجامعها وتاريخ جمعها ومكان انتشارها ، كل ذلك بجانب معلومات عن قيمتها الطبية والاقتصادية إن وجدت .
النباتات وأمراض السرطان
ومن ناحية أخرى هناك فريق من العلماء الأمريكيين يقومون بالبحث عن نباتات تحتوي على عناصر فاعلة لها القدرة على القضاء على الخلايا السرطانية وقد اتخذوا مركز أبحاثهم منطقة شرق إفريقيا واستطاعوا الكشف عن ما يزيد على 1200 نوع من النباتات التي تنمو في هذه المنطقة ، ولها القدرة على القضاء على الخلايا السرطانية في حيوانات التجارب ، وما نبات الفنكا وما استخلص من أنواعه المختلفة من عقاقير مثل الذي يعالج سرطان الدم عند الأطفال ببعيد .
ولدى الأقطار العربية - لاتساع رقعتها واعتدال جوها - ثروة طبيعية وأخرى اقتصادية هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية ، استخدمها قدماء المصريين والعرب من قديم الزمان ، ويشهد على ذلك ما دونه المصريون في بردياتهم ، والعرب في مذكراتهم وموسوعاتهم عن النباتات الطبية ، وكذلك ما تحويه أسواق العطارين من الأعشاب والثمار والبذور التي يستخدمها العامة في علاج أمراضهم ، وما يزال تجار العطارة يستخدمون موسوعة ابن سيناء وتذكرة دود وغيرهما من كتب علماء العرب لعلاج المرضى الذين ما يزالون يؤمنون بالعطارة وذخيرته .
ولا يتسع المجال هنا لذكر فضل المصريين القدماء والعرب على الطب والعقاقير والتداوي بها ، والمصريون أول من استخدم زيت الحلبة لإزالة تجاعيد الوجه ، وزيت الخروع لعلاج الإمساك ، ودهانا للشعر ، وأول من استخدم الخشخاش لعلاج التهاب الأمعاء ، وتسكين الآلام، والنعناع والمر لعلاج القروح والالتهابات الجلدية والاضطرابات المعوية وقشر الرمان لطرد الديدان والحنظل لعلاج الإسهال وطرد الديدان .
كما أن العرب أول من أسس مذاخر الأدوية ( صيدليات ) في بغداد ، وهم أول من استخدام الكحول لإذابة المواد غير القابلة للذوبان في الماء ، وأول من استخدم السنامكة والكافور وجوز القبئ والقرنفل وحبة البركة في التداوي .
الأعشاب والأدوية الحديثة
لقد أثبتت الدراسات الحديث العلاقات الوثيقة بين الوصفات الشعبية والأدوية الحديثة ، ومن أمثلة ذلك
الصبر ويستعمل في الطب الشعبي مع زيت الزيتون لتقوية الشعر وعلاج سقوطه ، وحديثا توجد مستحضرات صيدلية مستخلصة من الصبر لنفس الأغراض .
ثمار الخلة البري تستعمل في الطب الشعبي لعلاج الأمراض الجلدية والبهاق ، وفي الطب الحديث يستخدم الأمودين المستخلص منها في نفس الأغراض .
ثمار الخلة البستاني تستخدم في الطب الشعبي لإدرار البول ، وتخفيف آلام المغص الكلوي ، ولإنزال الحصى من الجهاز البولي ، وفي الطب الحديث تستخدم مادة الخلين المستخلصة منها في نفس الأغراض السابقة ، وفي علاج الذبحة الصدرية .
السنامكي تستخدم الثمار منه في الطب الشعبي ملينا ، وفي الطب الحديث يستخدم النبات والجلد كوسيدات المفصولة منه لنفس الغرض .
العرقسوس تستخدم ثماره في الطب الشعبي ملينا وعلاجا لأمراض المعدة والجهاز التنفسي ، وفي الطب الحديث يستخدمون مادة الجلسرهيزين المستخلصة من النبات لنفس الأغراض .
الترمس تستخدم بذوره في الطب الشعبي لعلاج التهاب الجلد وحب الشباب ومرض السكر ، وفي الطب الحديث تستخدم الحبوب لنفس الأغراض ، ولتخفيض نسبة السكر في الدم .
حبة البركة تستخدم في الطب الشعبي لعلاج الكحة والسعال وأمراض الصدر ، واليوم يستخدم الطب الحديث مادة النيجلين المستخلصة من البذور لنفس الأغراض .
وبجانب ذلك هناك وصفات شعبية كثيرة ثبت على مر العصور صلاحيتها وكفاءتها في علاج كثير من الأمراض الشائعة ، وما يزال يصفها العشابون وتجار العطارة لمرضاهم . هذه النباتات تحتاج إلى بحوث لمعرفة مكوناتها ، وفصل تلك العناصر ، وتجربتها ، ومن أمثلة هذه الوصفات :
الراوند والكركديه لعلاج ارتفاع ضغط الدم
ورق الخبيزي وزهر البابونج لعلاج آلام الأسنان
بذور الكرفس لإدرار البول والتهاب الكلى .
الخروب لعلاج الإسهال .
الشيح لتنظيم ضربات القلب وتنشيط الدورة الدموية .
الدمسيسة لعلاج حصوة الكلى وتنشيط الكبد .
زيت النعناع والزهر لعلاج الدوخة .
الحبهان لتوسيع الشرايين وعلاج الربو .
وفي بعض الأقطار العربية نشطت الهيئات المتخصصة ، وبدأ الاهتمام بالنباتات الطبية والصحراوية المنتشرة في أراضيها بعمل خريطة نباتية للكساء الخضري ، وحصر مجموعة النباتات فيها وتصنيفها وكذلك إجراء البحوث الكيميائية عليها لتحديد المركبات ذات الفائدة الطبية فيها ، ومن ثم لتحديد المركبات ذات الفائدة الطبية فيها ، ومن ثم التوصية باستخدامها في صناعة الأدوية المحلية وكان من نتيجة ذلك تخليق مركبات طبية ذات فاعلية كبيرة منها :
حامض الجليسيرهزيك وفاعليته في سرعة شفاء القروح المعدية وهو مستخلص من نبات العرقسوس وقد ثبت تأثيره على سرطان الدم ، وخاصيته المضادة للالتهابات ، ويقارب تأثيره تأثير الكورتيزون والهيدروكورتيزون
الأمودين من الخلة البري ، والخلين من الخلة البستاني .
السينارين من الخرشوف .
الألوين من الصبار .
الهيوسمين من السكران .
الداتورين من الداتورة
الاتروبين من الاتروبا
من أجل هذا قررت المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية تبني هذا الموضوع المهم ، وذلك بحصر النباتات الطبية والعطرية التي تنمو برية أو بستانية في الوطن العربي ، ومحاولة الاستفادة منها ، وذلك بجمع المعلومات اللازمة ، ودراستها ، وعمل تقرير عنها لعرضه على المجلس الأعلى للمنظمة لأخذ القرارات اللازمة ووضعها موضع التنفيذ
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأمن المائي والتخزين الاستراتيجي للمياه في الكويت


دفع الإحساس بخطورة الموقف العالمي بالنسبة للموارد المائية الحكومات والمنظمات العالمية للعمل على عقد المؤتمرات ووضع البرامج والخطط وسن القوانين المتعلقة بالمياه. ولعل من ابرز سمات هذا الإحساس بقصور موارد المياه التقليدية عن الوفاء بالمتطلبات في الكثير من بقاع العالم الى جانب جهود الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخداماتها في مختلف
 قطاعات التنمية، السعي لاختصار الدورة الطبيعية المتكررة لتوفير الماء العذب من الرصيد الضخم من المياه المالحة في البحار والمحيطات، عن طريق التبخير بالتسخين الشمسي ثم الترسيب على هيئة أمطار تجري في الأنهار والسيول، وكذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا لتصنيع المياه العذبة، ومن هنا جاء التوسع الملفت للنظر في بناء محطات تحلية المياه المالحة او المياه الجوفية الضاربة للملوحة. ولقد شهدت السنوات الأخيرة معدلات أسرع في إنشاء هذه المحطات وفي تطوير تقنيات حديثة للتحلية، مثل التطاير الفجائي والتقطير متعدد المؤثرات والديلزة الكهربائية والتجميد والتناضح العكسي، وأخيراً استخدام الطاقات المتجددة لهذا الغرض.
ومع الأخذ بعين الاعتبار التكلفة التشغيلية المرتفعة لتحلية المياه، يصبح من البديهي ضرورة التركيز على كافة مجالات المحافظة على هذه المياه التي يتم استخلاص قطراتها من المياه المالحة، وتشمل المحافظة على المياه جميع خطوات الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع. كما يصبح من البديهي ايضاً وبخط مواز ضرورة جمع ومعالجة موارد مياه الصرف العادمة لإعادة استخدامها في مجالات تؤدي بالضرورة الى تخفيـف الطلب على المياه العذبة وبالتالي الى تخفيف عبء التكاليف الباهظة عن كاهل الدولة لتوفير موارد مياه إضافية.
وللمياه أهمية خاصة بالنسبة لدولة الكويت. وتبرز هذه الأهمية من أن الكويت واقعة في منطقة بحرية صحراوية لا تتوفر فيها مياه عذبة طبيعية، مما أعاق تطورها قبل ظهور النفط، ولكن عندما توفرت الإمكانات المادية اتجهت الكويت نحو مياه البحر لتوفير احتياجاتها من المياه العذبة. وكان التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته على مدى الخمسين عاماً الماضية مدعوماً بالدرجة الأولى بمصدر المياه العذبة الوحيد باستخدام تقنيات تقطير مياه البحر.
وتطورت القدرة الإنتاجية لمحطات التقطير من مليون غالون إمبراطوري في اليوم عام 1953 الى 282 مليون غالون إمبراطوري في اليوم عام 1998. وتزامن هذا التطور مع تزايد معدل استهلاك المياه العذبة من 0.7 مليون غالون إمبراطوري يومياً في عام 1954 الى 215 مليون غالون يومياً عام 1998، كما وصل أقصى إجمالي الاستهلاك اليومي في نفس هذا العام الى اكثر من 256 مليون غالون يومياً، فإذا اخذ بالاعتبار ان أعلى نسبة لاستغلال القدرات الإنتاجية لمحطات التقطير لا تتجاوز 90% من القدرة الاسمية لهذه الوحدات، فان ما هو متوفر حالياُ من قدرات إنتاجية لا يكاد يفي باحتياجات الدولة من المياه العذبة.
وقد بذلت وزارة الكهرباء والماء مجهودات كبيرة وصرفت مبالغ طائلة لبناء خزانات للمياه العذبة على شكل خزانات خرسانية أرضية ومخروطية مرتفعة بلغت سعتها الإجمالية حوالي 2000 مليون غالون يومياً لا تكاد تفي باحتياجات متوسط الاستهلاك لأكثر من 9 أيام فقط. جدير بالذكر ان لدى الوزارة خطة طوارئ لتقنين استهلاك المياه العذبة وتوزيعها على المواطنين عند الحاجة، الا ان ما حدث في أعقاب تحرير دولة الكويت من تدمير لمنشآت إنتاج المياه ونفاد او عدم امكانية
السيطرة على تقنين تــوزيع المياه، اثبت بما لا يدع مجالاً للشك. ان خطط الطوارئ لتقنين وتوزيع واستهلاك المياه العذبة لا يمكن ان تكون بديلاً عن التخزين الاستراتيجي للمياه ولا يمكن الاعتماد عليها لتوفير الأمن المائي لتأمين الاستمرارية الطبيعية لدولة الكويت تحت كافة الظروف.
ومن هذا المنطلق قام معهد الكويت للأبحاث العلمية ،خلال العقدين الماضيين، بإجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بسبل تنمية موارد المياه وطرق المحافظة عليها وبالأخص الدراسات المتعقلة بتطوير وتوطين الطرق الحديثة لتحلية المياه والدراسات المتعلقة بالشحن الاصطناعي للمياه في المكامن الجوفية الطبيعية وكذلك الدراسات المتعلقة بمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي.
الأمن المائي والتخزين الاستراتيجي للمياه في دولة الكويت
ان التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته الكويت خلال الخمسين سنة الماضية كان مدعوماً بمصدر المياه العذبة الوحيد باستخدام تقطير مياه البحر. كما ان مجموع الطاقة الحالية المتوفرة في دولة الكويت يزيد عن مائتين وخمسة وثمانين مليون غالون إمبراطوري يومياً باستخدام تقنية التبخير الوميضي متعدد المراحل ومعدل الاستهلاك الحالي للمياه العذبة يقارب 215 مليون غالون، فإذا اخذ في الاعتبار ان إمكانات استغلال هذه الوحدات لا تتجاوز 70 الى 80%  من الطاقة الاسمية فان ما هو متوفر من هذه الوحدات يكاد يفي باحتياجات الدولة من المياه العذبة.
وهناك مصادر مياه أخرى متوفرة في دولة الكويت تشمل المياه قليلة الملوحة التي تتراوح ملوحتها من 3500 الى 10000 ملجم/لتر وتنتج من مكامن المياه الجوفية. كما ان هناك مصدراً آخر لا يقل أهمية ألا وهو مياه الصرف الصحي الذي يمثل 70% الى 80% من استهلاك المياه العذبة، ومياهه ذات ملوحة منخفضة نسبياً مقارنة بالمياه قليلة الملوحة ومياه البحر (من 500 الى 1500 ملجم/لتر). ويمكـن ان تستغل هذه المياه في أغراض مقبولة تؤدي بالضرورة الى تخفيف العبء عن ازدياد الطلب على الميـاه العذبة، وتقدر كميات مياه الصرف الصحي في الوقت الحاضر بحوالي 134 مليون غالون يومياً لا يستغل منها بعد معالجته إلا جزء يسير لا يتجاوز 15%. وحيث ان هذا المورد المائي الذي تفوق نوعية مياهه من حيث الملوحة نوعية المياه الجوفية قليلة الملوحة وهو المورد الوحيد الذي تزداد كمياته باطراد ويستنزف من الدولة مبالغ طائلة لجمعه ومعالجته، لذا فانه من الضروري البحث عن وسائل لاستغلاله وتخفيض العبء المادي عن كاهل الدولة على المدى البعيد. فالموارد المائية لدولة الكويت محددة بمياه جوفية وبمياه تحلية ومياه صرف صحي معالجة، ويجب البحث عن وسائل وطرق لاستغلالها بشكل فعال وإدارتها بشكل أمثل، كما يجب تحديد وتقييم ونقل وتطويع تقنيات مناسبة وتطوير قاعدة فنية من العمالة الوطنية المتخصصة في علوم وتقنيات وإدارة هذه الموارد الحيوية.
والكويت كدولة مستقلة عليها ان تطور مصادر مياهها لتكوين كميات كافية تفي بكافة احتياجاتها. والهدف الرئيسي للوضع الجديد الذي وضح بعد تحرير دولة الكويت يرتكز على الحقائق التالية:
* ان وضع الكويت كدولة يحتم اعتبار مصادر المياه المتوفرة ضمن حدودها الإقليمية هي المصادر الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها، وهذه المصادر هي تحلية المياه، قلية الملوحة ومياه الصرف الصحي.
* ان منشات تخزين المياه المتوفرة حالياً (خزانات أرضية ومرتفعة) تعتبر غير آمنة وباهظة التكاليف بكل معنى الكلمة، كما انها لا يمكن ان تفي باحتياجات تكوين مخزون استراتيجي من المياه العذبة.
* العمل على إنتاج اكبر كمية من المياه العذبة بأقل التكاليف لتغطية كافة الاحتياجات وتخزين الكميات الزائدة لبناء مخزون استراتيجي يوفر الأمن المائي لدولة الكويت.
ان التخزين الاستراتيجي لضمان الأمن المائي لدولة الكويت يعني توفير كميات من المياه العذبة تفي بكافة احتياجات الاستهلاك الاعتيادية أو الاحتياجات المقننة تحت الظروف الطارئـة ولمدة طويلة تكفي لإعادة بناء أو تشغيل منشات تحلية مياه البحر في حالة تعرضها لأية كوارث طبيعية أو عبث من صنع الإنسان.
وقد بذلت الكويت مجهودات كبيرة وصرفت مبالغ باهظة لبناء سعات التخزين المتوفرة حالياً بشكل أبراج خرسانية وخزانات أرضية تقدر سعتها بحوالي 2000 مليون غالون تفي بالاحتياجات الاعتيادية لفترات قصيرة لا يمكن اعتبارها مدة آمنة، وتقـدر الاستثمارات التي بذلت لبناء الخزانات الخرسانية بأكثر من مائة مليون دينـار حتى الآن. فإذا أرادت الكويت ان تبني خزانات مياه خرسانية تكفي لمخزون استراتيجي لمـدة عام مثلاً، فإنها تحتاج الى سعة تقدر بحوالي 45 ألف مليون غالون، وبتكلفة تقدر بحوالي 2.5 بليون دينار كويتي. أضف الى ذلك ان مساحة بناء هذه السعات تقدر بحوالي 40 كم2 على اعتبار ان ارتفاع هذه الخزانات هو 5 أمتار. كما ان تخزين مثل هذه الكميات يصعب التحكم فيه مع الاستمرار في معالجتها والمحافظة عليها صالحة للشرب طوال الوقت. وحتى تحت ظروف الاستهلاك المقننة (على اعتبـار ان حاجة الشخص اليومية تحت ظروف الطوارئ ولغرض الشرب والطبخ فقط هو 30 لترا وان عدد سكان الكويت هو 2 مليون نسمة) فان الاحتياجات اليومية لدولة الكويت تقدر بحوالي 13 مليون غالون في ظل هذه الظروف. ولتغطية احتياجات عام كامل في ظل ظروف الطوارئ المذكورة فانه يجب توفير خزانات لا تقل عن 4750 مليون غالون بتكلفة تقدر بحوالي 260 مليون دينار كويتي.
ان تخزين المياه العذبة في مكامن المياه الجوفية باستخدام الحقن (الشحن) الاصطناعي يعتبر ذا أهمية قصوى ويجب إعطاؤه أعلى أولويات الاهتمام وذلك للاعتبارات التالية:
اولاً: ان للمكامن الجوفية حماية طبيعية بدرجة كبيرة من كافة احتمالات التخريب.
ثانياً: ان هناك حجماً معقولاً من الفراغ التخزيني المتاح في هذه المكامن بسبب استغلال المياه الجوفية واستخراجها باستمرار منذ الخمسينيات.
ثالثاً: ان استغـلال مياه المكامن الجوفية دون تعويض يمكن ان يؤدي الى ازدياد ملوحة وتردي نوعية مياه هذه المكامن.
رابعاً: ان المياه التي يمكن خزنها في مكامن المياه الجوفية العميقة كما هي الحال في مكامن الكويت لا تحتاج الى أية معالجة للمحافظة على نوعية المياه المخزونة واستمرار صلاحيتها للاستخدام في أي وقت.
خامساً: إن تقنية الشحن الاصطناعي لمكامن المياه الجوفية مطبقة حالياً وبنجاح في عدة دول.
سادساً: ان تكلفة تكوين المخزون المطلوب باستخدام الحقن الاصطناعي تعتبر اقل بكثير من بناء خزانات خرسانية وقد قدرت تكلفة منشات الحقن الاصطناعي بحوالي 5% من التكلفة اللازمة لبناء خزانات خرسانية.
ولتطبيق هذا المشروع الوطني ذي الأولوية المرتفعة يتطلب تقييم دراسة جدوى حقن المياه الاصطناعي في باطن الأرض ومدى ملاءمة المياه المراد حقنها مع المياه الجوفية المتوفرة داخل المكمن، ولهذا الغرض قامت وزارة الكهرباء والماء بتكليف معهد الكويت للأبحاث العلمية بإجراء دراسة مبدئية لتقييم جدوى الحقن الاصطناعي في مكامن الدمام والصليبية والشقايا للمياه الجوفية وكـذلك مكامن طبقة الكويت الجوفية في حقل الصليبية. واعتماداً على تحليل نتائج التجارب التي تمت لهذا الغرض حتى الآن تبين ان الحقن الاصطناعي في مكامن الدمام ذو جدوى فنية، ناهيك عن ذكر جدواها الاقتصادية الواضحة.
غير ان هناك نقاطا بحثية أخرى ما زالت بحاجـة ماسة لتوضيحها مثل ملاءمة المياه المزمع حقنها مع نوعية المياه الجوفية المتوفرة في المكمن. وفي ظل أهمية موضوع الأمن المائي بالنسبة لدولة الكويت والدور الحيوي لحقن مكامن المياه اصطناعياً بهدف تأمين الأمن المائي، فان تطبيق مشروع الحقن الاصطناعي باستخدام مياه مقطرة مثلاً يعتبر أمراً ذا أهمية بالغة.
مفهوم التخزين الاستراتيجي
التخزين الاستراتيجي يعني ببساطة توفير كميات من المياه العذبة تفي باحتياجات الاستهلاك الاعتمادية او الاحتياجات المقننة إذا أمكن السيطرة على توزيعها تحت الظروف الطارئة لمدة تكفي لاستعادة الأوضاع الطبيعية، وفي حالة دولة الكويت بالذات تعني مدة تكفي إعادة بناء أو تشغيل منشآت إنتاج المياه في حالة تعرضها الى كوارث طبيعية أو حصول عبث من صنع الإنسان.
ان تعبير المخزون الاستراتيجي واضح في البلاد التي لديها مياه عذبة طبيعية سواء سطحية أو جوفية، وتتساقط عليها كميات أمطار كافية لشحن مخزونها الكافي للاستهلاك السنوي سواء كانت مكامن جوفية أو سدودا أو بحيرات من المياه العذبة. والمخزون الاستراتيجي في هذا السياق يعني كميات تكفي الاستهلاك مدة طويلة تتراوح ما بين أربعة اشهر الى عام.
أما في الكويت حيث لا يمكن الأخذ بالمفاهيم المتعلقة بمصادر المياه الطبيعية، فان وضع وتعريض المخزون الاستراتيجي مختلف، فالموارد المائية بمجملها تعتمد على تحلية المياه ولا يمكن إنتاج وتخزين كميات كبيرة جداً منها في خزانات سطحية، حيث انها تحتاج الى معالجة مستمرة كما أنها قد تتعرض لمصادر التلوث والعبث، والمخزون الاستراتيجي في مثل هذه الحالات يكون باستخدام مكامن مياه جوفية عميقة حيث لا تحتاج الى معالجة مستمرة مثل التخزين في خزانات سطحية.
ومن هذا المنطلق تجرى دراسات في معهد الكويت للأبحاث العلمية لتقييم افضل الوسائل لشحن مكامن المياه الجوفية وتخزين كميات كبيرة من المياه المحلاة أو مياه الصرف الصحي المعالجة بطرق متقدمة جداً. ان مياه الآبار الجوفية المتوفرة في دولة الكويت بمجملها قليلة الملوحة ولا تصلح للشرب فيما عدا بعض المكامن محدودة الإنتاجية في الروضتين وأم العيش والتي لا تكفي بمستوى الاستهلاك الحالي لسد 1% من هذا الاستهلاك، ورغم ذلك فقد استغلت المياه الجوفية ولسنوات عديدة لري مزروعات تستطيع النمو في ظل ملوحة عالية نسبياً، وحيث ان المياه الجوفية في الكويت تعتبر ناضبة ونسبة تعويضها لا تذكر، فان من الأفضل عدم استنزافها وتفريغها بالكامل، وإلا تسربت مياه البحر الى مكامنها وأدت لضياعها الى الأبد.
ولذلك يجب الحفاظ على هذه المكامن والعمل على شحنها صناعياً لزيادة مخزونها من جهة وتخفيف ملوحة مياهها الأصلية من جهة أخرى. وفي الكويت لا توجد موارد مائية لهذا الشحن الاصطناعي سوى مياه التحلية باهظة التكاليف أو مياه أخرى بمستواها يمكن الحصول عليها من معالجة مياه الصرف الصحي. ومياه الصرف الصحي في الكويت تعتبر المورد الوحيد المتزايد نتيجة زيادة عدد السكان وزيادة استهلاك الفرد من المياه وارتفاع مستوى المعيشة، وفي الكويت اليوم اكثر من مائة مليون غالون من مياه الصرف الصحي التي تعالج ويستغل منها نسبة بسيطة لا تتجاوز 15% ويطرح الباقي في البحر.
طرحت الحكومة مؤخراً مشروعاً لإنشاء وتشغيل وإعادة تسليم محطة الصليبية لمعالجة مياه الصرف الصحي بطرق متقدمة جداً لإنتاج مياه تضاهي المياه المقطرة بنوعيتها وتكون خالية من كافة الملوثات ومسببات الأمراض وذلك بهدف استغلالها بالكامل ومنع طرحها في البحر، ويهدف المشروع الى استخدام المياه المنتجة سواء بشحنها صناعياً في مكامن مياه جوفية أو توزيعها للزراعة لتخفيف العبء عن ازدياد الطلب على المياه العذبة، وبالتالي تقليل الاستثمارات الهائلة اللازمة لبناء محطات تحلية جديدة، وللمشروع أبعاد استراتيجية طويلة الأمد على البلاد، حيث ستؤمن لها مورداً مائياً امناً ومستمراً ومتزايداً للحفاظ على الخضرة والزراعة. حيث ان المياه الجوفية ناضبة ويمكن ان تنتهي خلال فترات محددة ولا تعوض.
وهناك افتراضات بان تكون الكمية اللازمة لتغطية هذه الاحتياجات لمدة تتراوح من شهر الى عام، ولا توجد في المراجع العلمية بيانات للتخزين الاستراتيجي في كافة دول العالم ما عدا الولايات المتحدة الأميركية. حيث تتراوح نسبة كميات التخزين الاستراتيجي من 24% الى 55% من الاستهلاك السنوي. وتعتمد على معدل الاستهلاك اليومي للمياه فكلما ازدادت كميات الاستهلاك اليومي تزايدت معها نسبة التخزين المطلوب، وبالرجوع الى معدل الاستهلاك اليومي لدولة الكويت في عام 1998، وهو 215 مليون غالون إمبراطوري (258 مليون غالون أميركي)، فان كميات المياه اللازمة كمخزون استراتيجي لدولة الكويت هي في حدود 24% من معدل الاستهلاك السنوي. وعلى هذا الأساس فان ما يجب توفيره كمخزون استراتيجي في دولة الكويت هو في حدود 18.834 مليون غالون إمبراطوري وهذه الكمية تكفي لتغطية معدل الاستهلاك اليومي لمدة 3 اشهر. أضف الى ذلك احتياجات زيادة الطلب على معدل استهلاك المياه خلال اشهر الصيف والتي تبلغ حوالي 4.100 مليون غالون إمبراطوري وتعادل 5.2% من الاستهلاك السنوي لعام 1998 (6.1% من الاستهلاك السنوي لعام 1996). وعليه فان ما يجب توفيره من مخزون آمن من المياه لدولة الكويت في الوقت الراهن يجب ان يساوي 24% + 5.2% = 29.2% من معدل الاستهلاك السنوي أي 215 مليون غالون * 365 يوما * 292،0 = 000،23 مليون غالون إمبراطوري (ثلاثة وعشرون ألف مليون غالون إمبراطوري).
وإذا قورنت هذه الكميات بالطاقة التخزينية المتوفرة حالياً في دولة الكويت والبالغة 2.168 مليون غالون إمبراطوري، فان نسبة ما هو متوفر يعادل 2.8% من معدل الاستهلاك السنوي.
بعبارة أخرى فان هناك حاجة ماسة لإيجاد تخزين يعادل ضعف التخزين الحالي لتغطية زيادة الطلب على المعدل اليومي للاستهلاك خلال اشهر الصيف فقط، والى بناء خزانات إضافية تكفي لاستيعاب 19 مليون غالون إمبراطوري كتخزين استراتيجي. وتقدر تكلفة بناء خزانات خرسانية لاستيعاب هذه الكميات الإضافية بأكثر من 1.000 مليون دينار كويتي، بناء على تكلفة الخزانات الحالية التي بلغت تكلفتها حوالي 100 مليون دينار كويتي (خلال الثمانينات).
ان تخزين هذه الكميات الهائلة في خزانات سطحية له محاذير أمنية وصحية واقتصادية مقارنة بتخزينها في مكامن مياه جوفية.
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

فضلات الحيوانات.. احدث وقود بديل

مونتانا (أ.ب):
في غضون اشهر قليلة ستبدأ جامعة نورثوسترن بولاية ميسوري بحرق كريات روث الحيوانات عديمة الرائحة في محطة توليد الطاقة الكهربائية التابعة لها لتصبح احدث مصدر طاقة للجامعة التي اشتهرت في استعمال انواع الوقود البديلة.
وحسب مركز طاقة دائرة الموارد الطبيعية للولاية فان الجامعة هي اكبر مؤسسة تستعمل الطاقة البيولوجية في ميسوري، وقد تكون المؤسسة الوحيدة التي تستعمل هذه التركيبة من الوقود البديل في الولايات المتحدة.
لقد دأبت الجامعة في ماريفيل في اقصى شمال ميسوري على حرق نشارة الخشب والورق - مع كميات قليلة من الغاز الطبيعي والنفط - لانتاج البخار اللازم لتدفئة وتبريد منشآت الحرم الجامعي. وكان حرق روث الحيوانات، الذي كان قيد التجارب منذ ثلاث سنوات، خيارا منطقيا لجامعة تحيط بها مزارع الحيوانات وسط منطقة زراعية واسعة. بل انه حتى المزارع الكبيرة في المنطقة تدرس كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا كوسيلة للتخلص من فضلات حيواناتها.
وتقول نانسي باكستر، الخبيرة في الجامعة ان الجامعة كانت تبحث عن وقود جديد عندما بدت فضلات الحيوانات الخطوة المنطقية التالية. ان هذه الفضلات تحتوي على طاقة كبيرة وتصبح عديمة الرائحة عندما تفصل المواد الصلبة عن السائلة.
وتأتي المحاولة التي تقوم بها جامعة نورثوسترن في غمرة ارتفاع اسعار زيوت التدفئة وانواع الوقود الحجري (الفحم، النفط) التقليدية مما يعيد الى الاذهان ازمة النفط في السبعينات عندما شحت الامدادات وارتفعت الاسعار.
وقال جون ريدن مدير معمل كهرباء، ان الجامعة ستوفر حوالي نصف مليون دولار سنويا على اساس اسعار الطاقة الحالية بحرق تركيبة من ثلاثة انواع من الوقود البديل مع كميات صغيرة من النفط والغاز، وسوف تسترجع المبالغ التي انفقتها على المشروع في غضون خمس الى سبع سنوات.
وقال سام اور المخطط في مركز الطاقة في دائرة الموارد الطبيعية ان جامعة نورثوسترن عملت بجد ومثابرة كي تصبح رائدة في هذا المجال، وكل ذلك من اجل التوفير في النفقات.
الا ان الجامعة تقول ان الاقتصاد في النفقات لم يكن السبب الوحيد، بل ان الحاجة كانت هي الحافز لدراسة بدائل الغاز الطبيعي والنفط.
فخلال فصل شتاء قارص جدا في اواخر السبعينات توقفت احدى الشركات العامة عن امدادات الجامعة بالغاز الطبيعي. ومع تراجع درجات الحرارة الى دون الصفر اضطرت الجامعة الى الانتظار حتى وصول شاحنة صهريج محملة بالنفط من ولاية تينسي لتفريغ ما يكفي اسبوعين من زيت التدفئة. ومن هنا قررت الجامعة البحث عن طريقة اخرى.
وزار ريدن شيكاغو ونيويورك لتفقد المعامل التي تحرق النفايات البلدية، الا انه تخلى عن الفكرة خوفا من اجتذاب القوارض الى الحرم الجامعي.
وبعد ذلك اهتدى الى مورد غني للوقود - نشارة الخشب من معامل الاخشاب وشركات تدمير الابنية التي كانت متحمسة للتخلص من نفاياتها، وبدأت مراجل الجامعة تحرق نشارة الخشب في مطلع الثمانينات. واليوم تشكل الاخشاب ونفايات سبع شركات بناء حوالي 75 بالمائة من خليط وقود الجامعة.
وفي عام 1994 احتج سكان قرى مجاورة لماريفيل على خطط اقامة مزارع جديدة في المنطقة خشية تفاقم مشكلة الرائحة المنبعثة من المزارع الموجودة، ومن هنا ولدت فكرة البحث عن وقود بديل اخر جديد.
وأنشأت الجامعة معملا لمعالجة فضلات الحيوانات وخلطها مع مواد للتجفيف مثل القش والورق وتبن الزؤان والنخالة.
وتقول وزارة الطاقة الاميركية ان استعمال الفضلات العضوية كمصدر طاقة بديل ضئيل نسبيا، الا ان ذلك قد يتغير اذا استمر ارتفاع حرارة الكرة الارضية واسعار الوقود التقليدي.
يشار الى ان الوقود البيولوجي هذا لا يحتوي على الكبريت ولا يبث غازات تسهم في تسخين الارض عند حرقها. ولعل من اكبر حسناته العملية كوقود بديل هو توفره بكثرة.
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

هــــل تـعـلـــم عن المياه

* أن المياه المتاحة للشرب تمثل أقل من 1% من المياه في الكرة الأرضية؟
* أن الولايات المتحدة تستهلك 338 بليون غالون يوميا منها 300 بليون غالون غير معالجة تستخدم للزراعة وأغراض صناعية معينة؟
* أن غالونا واحدا من الغازولين يمكن أن يلوث 750.000 غالون من المياه؟
* أن صناعة السيارة بما فيها الاطارات تستهلك أكثر من 39.000 غالون من المياه؟
* أن الإنسان يمكن أن يعيش لمدة شهر بدون غذاء إلا أنه لا يستطيع العيش أكثر من 5 - 7 أيام بدون ماء؟
* أن المحيطات تغطي 71% من سطح الأرض؟
* أنه عند فتح صنبور المياه أثناء تنظيف الأسنان يتم استهلاك 12 غالونا، في حين أنه عند إغلاقه يتم استهلاك نصف غالون؟
* أنه عند فتح صنبور المياه أثناء الحلاقة يتم استهلاك 20 غالونا، في حين أنه لو أغلق يتم استهلاك غالون واحد فقط؟
* أن ترشيد استهلاك الماء أثناء الاستحمام يوفر 21 غالونا (عند إغلاق الصنبور أثناء تنظيف الجسم)؟
* أن الصنبور الذي يسرب الماء يهدر 7 غالونات في اليوم؟
* أن استخدام الدلو في تنظيف السيارات والمكانس في تنظيف الفناء الخارجي بدلا من الخرطوم يوفر الكثير، حيث يهدر الخرطوم 10 غالونات في الدقيقة؟
* أن استخدام النباتات المحلية يوفر الكثير من المياه، حيث يكون استهلاكها أقل بكثير من الثيل وغيره من النباتات والزهور المستوردة، إضافة إلى تحمل النباتات المحلية للحرارة العالية. وباستخدام طرق التنقيط المختلفة
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

التنفس والطاقة

يلعب التنفس دور كبير في توليد الطاقة الجسمانية الكبيرة , ويمكن لللانسان أن يعيش بدون طعام أو شراب لمدة ايام ولكن لا يستطيع ان يصبر عن التنفس اكثر من 5 دقائق على اقصى تقدير .
ولا بد أن ننوه أن معظمنا لا يعرف الطريقة الصحيحة للتنفس وأغلب الناس يستخدم اقل من ثلث قدرة الرئتين على التنفي رغم ان الهواء مجاني وجعله الله لنا في كل مكان . وقد اعتمدت كثير من برامج تمارين العقل والجسم مثل اليوجا والتأمل والكاراتية والسباحة على قوة التنفس ، فالتنفس الصحيح ينظف جهاز الجسم بطريقة فعالة بمقدار 15 مره أكثر من الطريقة العادية .
وسوف اذكر لك انواع التنفس واستعماله حسب ما ذكره الدكتور ابراهيم الفقي عند كلامه عن مفاتيح النجاح حيث يقول :
النوع الاول من التنفس هو : التنفس التفريغي :
وهذه الطريقة من التنفس هي التي تنقي خلايا الدم من أي شوائب من الممكن أن تسبب في انسدادها , وللوصول الى هذه الطريقة من التنفس يمكنك عمل الاتي :
  • استنشق من الانف حتى العد 4 وأملأ الرئتين بالهواء .
  • احتفظ بالهواء داخل الخسم حتى العد 10 . ( يعني عدد باصابعك حتى العشرة طبعا في نفسك ) .
  • فرغ الهواء ببطء من الفم حتى العد 5 .
كرر التمرين بحيث أن تزيد من مدة الاحتفاظ بالهواء داخل الجسم وتقوم بتفريغة دائما في نصف المدة ... فمثلا لو احتفظت بالهواء حتى العد 12 فعليك افراغه ببطء ختى العد 6 وهكذا .
النوع الثاني من التنفس وهو التنفس لتوليد الطاقة :
  • استنشق من الانف حتى العد 4 .
  • فرع الهواء من الفم حتى العد 4 وكأنك تقوم بإطفاء شمعة .
  • قم وكرر هذا التمرين 10 مرات .
ويجب عليك مارسة التمرينات الخاصة بالتنفي التفريغي والتنفي لتوليد الطاقة ثلاث مرات على الاقل يوميا ( في الصباح , ومنتصف اليوم , وفي الليل ) الى أن تصبح من حياتك البومية و لاحظ الاتفاع درجة الطاقة لديك , قم بهذه العملية بطريقة سليمة وتمتع بكمية هائله من الطاقة تساعدك في انجاز اعمالك في حياتك .
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

أنواع ومناطق التنوع البيولوجي

كلية التربية - جامعة الكويت
 
يشمل التنوع البيولوجي «الاحيائي» جميع الأنواع النباتية والحيوانية ومواردها الوراثية والنظم الايكولوجية التي تنتمي اليها هذه الانواع، انه باختصار تنوع كافة اشكال الحياة على وجه الأرض سواء كانت على اليابسة او في المياه. ويوفر التنوع البيولوجي للعالم ضمانة للحصول على امدادات متصلة من الاغذية ومن انواع لا حصر لها من المواد الخام التي يستخدمها الانسان في حياته اليومية ولبناء حاضره ومستقبله. ولا يشمل التنوع البيولوجي الأنواع الاحيائية الموجودة في محيط بيئي مائي او 
على اليابسة في وحدة زمنية محددة فحسب بل يشمل النظم البيئية والوراثية التي جاءت منها هذه الأنواع.
أقسام التنوع البيولوجي
يمكن تقسيم التنوع البيولوجي الى ثلاث فئات موزعة حسب التسلسل الهرمي ويضاف النوع الرابع باعتباره يمثل ثقافة البشرية وجزءا من حضارتها وأهم هذه الفئات:
التنوع الوراثي
ويقصد به تنوع الموروثات داخل الأنواع ويشمل ذلك مجاميع متميزة من نفس النوع مثال اعداد كبيرة من انواع القطف وهو نبات مقاوم للجفاف والملوحة، او الاف الانواع من الأرز الموجودة في تايلاند والهند مثلا. وقد يكون التنوع الوراثي داخل المجموعة الواحدة، وهو شديد بين وحيد القرن الهندي ومنخفض عند الفهد الصياد. وإذا كانت قياسات التنوع الوراثي قد طبقت على الأنواع المستأنسة والمدجنة المحتفظ بها في حدائق الحيوان والحدائق النباتية فقد بدأ الانسان بتطبيق نفس التقنيات على الأنواع البرية في مواطنها الاصلية. ويعتبر التنوع الوراثي من اهم منتجات البيئة وعلى كل المقاييس الحيوية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، ويمكن قياس انتاجية منطقة معينة بناء على التنوع الوراثي الموجود فيها، ويمكن استنتاج انتاجية نظام بيئي معين من خلال الذخيرة الوراثية الموجودة في هذا النظام فمثلا مجتمع الطيور البرية والدجاج البري مقاوم لمعظم الأمراض وظروف انخفاض وارتفاع درجات الحرارة ونقص الغذاء بينما لا يحتمل نفس النظام الكثير من الامراض اذا كان مربى بشكل قطعان كما في المداجن او مزارع الطيور مثلا. وينظر الاقتصاد البيئي الحديث الى مناطق التنوع الوراثي على انها بنوك وراثية تحوي تلك الموروثات المنتجة وقد بدأ العلماء بتصنيفها منذ بداية هذا القرن.
تنوع الأنواع
ويقصد به اختلاف الانواع داخل اقليم معين، ويمكن القول بتعبير بيئي «اختلاف الانواع في وسط بيئي معين» فالبيئة الكويتية البرية عموما فقيرة بالانواع بعكس البيئة البحرية التي تعتبر من اغنى بيئات العالم المائية بالانواع الحياتية، ويختلف توزع هذه الانواع من اماكن الى اخرى في نفس الوسط البيئي. فتنوع الانواع يختلف من جون الكويت الى ما حول جزيرتي وربة وبوبيان وهكذا بالنسبة للبيئة البرية، حيث تختلف الانواع الحيوية من وادي الباطن الى منطقة الروضتين مثلا. وفقد عدد الأنواع الموجودة في وسط بيئي محدد دلالة على غنى الاوساط بالأنواع الحيوية، ولو ان هناك مقياسا ادق وهو التنوع التصنيفي، الذي يأخذ بعين الاعتبار درجة ارتباط كل نوع بالانواع الاخرى، فمثلا اذا كان في جزيرة نوعان من الطيور ونوع من السحالي واخر من الحشرات، يكون فيها تنوع تصنيفي اكثر من جزيرة فيها خمسة انواع من الحشرات، ولا توجد فيها طيورا ولا سحال. ولا يعتبر تعدد الانواع ضمن الجنس الواحد غنى بالتنوع الحيوي، فلو كان هناك انواع من الطيور على سطح الارض اكثر مما عليها من جميع الانواع الاخرى مختلفة فانها لا تعبر عن الجانب الاكبر من تعدد الانواع لأنها مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا. ولو قارنا بين اليابسة والبحار من انواع لوجدنا انه تعيش على اليابسة انواع تزيد كثيرا عما تعيش في البحار، ولكن الانواع البرية اكثر ارتباطا فيما بينها عن الارتباط في الانواع البحرية، ولذلك يعد التنوع اعلى في الانظمة الايكولوجية البحرية منه في البرية حيث لا يرتبط التنوع باعداد الأنواع فقط. انما يعتمد على العلاقات الحيوية القائمة بين هذه الانواع.
تنوع الأنظمة البيئية
ويصعب قياس هذا التنوع لأسباب عديدة منها ان هناك تداخلا واضحا بين الانظمة البيئية الأساسية والثانوية فمثلا هناك تداخل في التنوع البيولوجي بين نظام اليابسة والمياه ويقوم هذا التداخل على اكتاف البرمائيات التي تشكل القاسم المشترك بين النظامين البيئين، وحتى ضمن النظام الأساسي الواحد فهناك نباتات مائية تعيش في المياه المالحة والعذبة ويشكل نبات الطرفاء القاسم المشترك بين الوسطين حيث يستطيع العيش في المياه المالحة والعذبة في الوقت نفسه. وهكذا تتداخل الانظمة البيئية الى درجة يصعب فرزها وتحديدها تحديدا كاملا. وتتلخص الصعوبة الثانية في عدم مقدرة تحديد الانظمة البيئية والانواع الحية والروابط الحيوية التي تقوم بين هذه الانواع والامثلة هنا متعددة ولا حصر بها، فيستطيع جرذ الحقل العيش في مناطق زراعية وفي مناطق المراعي المجاورة.
والى جانب تنوع الانظمة البيئية هناك عوامل اخرى تساهم في اثراء فكرة التنوع البيولوجي ومن هذه العوامل:
ü الوفرة النسبية للأنواع في منطقة معينة وطبيعة العلاقة بين هذه الانواع (افتراس - تعايش - تطفل.. الخ).
ü التركيب العمري للمجموعات الاحيائية وقدرة هذه المجموعات على التكاثر.
ü أنماط المجموعات الاحيائية في الوسط البيئي الواحد.
ü التركيب المعيشي لهذه الانواع وقابليتها للتغير على مر الزمن.
ü العلاقات بين المجموعات ضمن الوسط البيئي الواحد وتغير هذه العلاقات مع مرور الزمن.. فأطلاء الغزال تلعب مع جراء الذئب لكن هذا اللعب لن يستمر طويلا فسيتحول الغزال الى فريسة ربما لنفس الذئب الذي كان جروا صغيرا يلعب معه.
وهكذا فمن المهم دراسة التنوع في بنية وتركيب ووظيفة الأنظمة البيئية وعدم الاكتفاء بدراسة التنوع الوراثي وتنوع الأنواع الأخرى.
التنوع الثقافي البشري
ويعتبر جزءا من التنوع البيولوجي شأنه شأن التنوع الوراثي وتنوع الأنواع، حيث تمثل بعض خصائص الثقافات البشرية حلولا لمشاكل البقاء والحفاظ على الأنواع الحيوية المختلفة، وتناولت الثقافات البشرية المتنوعة قضية التنوع البيولوجي بشكل مباشر أو غير مباشر.. ففي القرآن الكريم يقول الحق عز وجل: «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون، ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون» (النحل 10-11)، وفي الآية عرض واضح للتنوع البيولوجي واهميته للإنسان وضرورة المحافظة عليه، لقد شكلت مراحل تطور البشرية من البداوة مثلا الى الريف ثم المناطق الحضرية حلولا لكثير من المشاكل ومست هذه الحلول بطريقة مباشرة او غير مباشرة قضية التنوع البيولوجي الذي يختلف من المدينة حيث الأنواع المنتقاة من الاشجار والازهار الى الريف حيث الأنواع غير المحددة من المحاصيل والاشجار الاقتصادية والاعشاب الاخرى، ثم الى البر حيث الاعداد الكبيرة من الانواع الحيوية، فتقلصت هذه الأنواع في المدينة تبعا لثقافة الانسان وتناقصت في البر نتيجة لحاجة الإنسان الى هذه المواد، ولو ان الانسان بطبعه ظل يحن الى الطبيعة الرحبة، فقديما كان سكان المدن يرسلون أبناءهم الى البادية للتعلم ولتقسية اجسامهم وسلامة نطقهم. ولقد ساهم التنوع البيولوجي في تكوين المعتقدات الدينية والتقاليد الاجتماعية فالشاعر علي بن الجهم الذي قدم من البادية الى الخليفة في المدينة مدحه بقوله:
أنت كالكلب في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
وبعد أن عاش الشاعر ردحا من الزمن في المدينة ونتيجة للتفاعل بينه وبين مكونات البيئة الحضرية هو نفسه الذي أنشد:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
بالطوب يرمى ويرمي أطيب الثمر
وشبه شاعر آخر التواضع بامتلاء السنبلة بالحبوب
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
ولم يتوقف التنوع البيولوجي في تدخله بأدق التفاصيل في حياة الإنسان الثقافية والاجتماعية بكافة صورها وأشكالها عند هذا الحد بل تغلغل الى ابعد من ذلك حيث يبدأ نطق الطفل بالتعرف على اهم انواع الفواكه والخضار والحيوانات والطيور الأليفة المحيطة بالإنسان.
مناطق التنوع البيولوجي
نظرا لأن قضايا التنوع البيولوجي قضايا معقدة بتنوع الكم الهائل من الاحياء الذي يضمه التنوع فيمكن النظر للتنوع من زوايا ثلاث متداخلة عالمية وإقليمية ومحلية، فالزوايا العالمية تعطي نظرة شاملة للأحياء في العالم وتحدد المناطق الساخنة، التي يكون فيها التنوع الاحيائي اكثر ثراء وفي الوقت نفسه اكثر تعرضا للمخاطر وهذه المناطق بالنسبة لنا بعيدة تعتبر معرفتها او السفر اليها نوعا من المتعة الثقافية في حين تشكل المناطق الاقليمية جانبا شبه ملموس بالنسبة لنا يسهل معرفته كالوطن العربي ودول مجلس التعاون الخليجي، أما الجانب المحلي فهو الذي نحرص على المحافظة عليه. ومن أهم مناطق التنوع البيولوجي:
1- غابات المناطق المدارية: وهي من اكثر المناطق غني بالأنواع الحيوية وتحتوي على 50 - 90% من الانواع في العالم رغم انها لا تغطي سوى 7% من مساحة اليابسة على سطح الكرة الأرضية، وتحتوي على 30% من الفقاريات البرية وثلثي الأنواع العالمية من النباتات الوعائية و96% من المفصليات العالمية، ولا تعتبر الغابات المدارية فقط منطقة تنوع احيائي غنية بل تدعم ثقافات بشرية وتنظم هذه الغابات الدورات البيولوجية والجيولوجية والكيماوية.
2- الغابات المطيرة المعتدلة: وتحتوي هذه الغابات على تنوع حيوي واسع وكانت تشغل في وقت من الأوقات ما يقرب من 30 مليون هكتار، وهذه المناطق شديدة التنوع وتقوم بدور أساسي في المحافظة على مخزون المياه العالمي ومجمعات المياه العالمية الجوفية.
3- الشعب المرجانية: وتعتبر النظير المائي للغابات المدارية حيث تحتوي على انواع حيوية هائلة ولا تقارن بأية مناطق اخرى تتوزع على المحيطين الهندي حيث توجد أكبر الشعب وأكثرها عددا من حيث الانواع وفي المحيط الهادي لاسيما الجزء المداري الغربي منه، وتتوزع الاحياء في مناطق الشعب المرجانية توزعا عشوائيا بخلاف الغابات المدارية حيث توجد مناطق ترتفع فيها نسبة كثافة الاحياء مقارنة بمناطق أخرى.
4-بحيرات المياه العذبة: كما هي الحال بالنسبة للجزر المنفردة حيث تعيش فيها انواع منفردة كذلك تعيش في البحيرات العذبة انواع مماثلة، وتحتوي هذه البحيرات على رصيد هائل من أنواع الأسماك والضفادع والثعابين المائية والنباتات، ففي بحيرات وادي الصدع الكبير في افريقيا توجد كميات ونوعيات هائلة من الاحياء اكثر مما تحتويه أية بحيرة أخرى.
5-مناطق زراعة المحاصيل الحقلية ومواطنها الأصلية: وتعتبر هذه المناطق من المناطق الغنية في العالم بالأنواع الحيوية لاسيما النباتات الزراعية التي استخدمها الإنسان منذ 12 الف سنة عندما عرف الزراعة.
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

أنهار في الجزيرة العربية !

هذا هو مستقبل الصحراء في شبه الجزيرة العربية، وفي صحراء جنوب مصر وشمال غرب السودان، وربما الصحراء في مناطق أخرى من العالم في نفس النطاق من خطوط العرض كلها ستكون جزءاً من بساط أخضر؛ وذلك طبقًا لما جاء في بحث جمال عبد المنعم الكومي المنشور في مجلة الإعجاز العلمي الفصلية في عددها السادس.
هذا ما يخبرنا به التغير الهائل في مُناخ الكرة الأرضية على مَرِّ مئات السنين، كما يخبرنا به مختبر المسح الأثري الأمريكي بولاية أريزونا الأمريكية، بينما كان الباحثون يحللون جداول معطيات جمعتها أجهزة الرادار المركبة على متن مكوك الفضاء (كولومبيا)، أظهرت صور الرادار وجود منطقة تحت رمال صحراء جنوب مصر وشمال غرب السودان لا تهطل فيها الأمطار إلا بمعدل مرة كل خمسين سنة، ولكنها تحتوي على  مجاري أنهار قديمة كبيرة، بعضها أوسع من نهر النيل نفسه، وقد أجريت حديثاً دراسة مشابهة لشبه الجزيرة العربية؛ حيث أظهرت الصورة الجوية وجود مجرى لنهر قديم عملاق يخترق شبه الجزيرة من الغرب إلى الشرق ناحية الكويت.
وقد ذكر الدكتور فاروق الباز مدير وكالة ناسا للفضاء وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم الذي لا بد أنه عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة عندما كان النهر يجري بالمياه قبل 5000 عام.
ويتوقع "هال مالكور" وهو جيولوجي أمريكي عودة البحيرات إلى صحراء الجزيرة العربية وعودة المياه إلى الأنهار المغطاة.
فالكرة الأرضية كما أثبتت التقنيات الحديثة تمر بعصر جليدي يظل نحو 100 ألف عام تأتي بعده فترة دفء تسمى بمرحلة "بين جليدية" تستمر من عشرة إلى عشرين ألف سنة، وقد تكرر هذا النمط عشر مرات خلال المليون سنة الماضية.
فقد كان انتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية - أثناء العصور الجليدية - يؤثر في مناخ الأرض، فيؤدي إلى زحزحة نطاق المطر إلى الجنوب؛ فتدخل شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بشمال إفريقيا في نطاق الرياح الغربية الممطرة التي تهب الآن على غرب أوروبا، فيؤدي ذلك إلى ازدهار تلك الصحارى وامتلائها بالأنهار والوديان الخصبة.
وفي فترات الدفء بين العصور الجليدية تتحرك نطق الأمطار إلى الشمال، فتصبح شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية ويسودها مناخ مشابه لمناخها اليوم.
وهناك العديد من الأدلة على حدوث مثل تلك التغيرات المناخية جمعها الأستاذ أوستن ميلر صاحب كتاب "الجغرافيا التاريخية الطبيعية" فيما يلي:
1 - المعلومات الخاصة بالأمطار وبعض الظواهر الأخرى (الفيضانات وفترات الجفاف) للمناخ، والتي دُوِّنَت بواسطة القدماء مثل بطليموس في القرن الثاني الميلادي في سجل الظواهر الجوية.
2   - مواعيد جني الكروم منذ سنة 1400م التي توجد في سجلات بعض جهات أوروبا.
3  - مواعيد تجمد المياه في بعض البلدان مثل الدانمارك وهي منذ سنة 1350م.
4  - اختلاف المسافات بين الحلقات السنوية لنمو الأشجار، وقد عَمَّر بعض هذه الأشجار أكثر من 3000 سنة.
5  - وجود آثار تدل على الزراعة في مناطق لا يسمح مناخها بالزراعة.
هذا ما أثبتته أيضاً نظرية الفلكي الأسكتلندي جيمس كروك في القرن التاسع عشر، الذي أعاد ميلانكوفيتش طرحها – بعد أن أدخل عليها تعديلات عام 1941م.
فقد أرجع الانقلابات المناخية على سطح الأرض إلى التغيرات التي تطرأ على ثلاثة مقادير متعلقة بهندسة الأرض التي أوردتها مجلة الإعجاز العلمي في القرآن في عددها السادس/محرم 1421هـ.
- "التغير الأول سببه دوران الأرض حول الشمس في مدار دائري، ولكنه لا يثبت هكذا بل تتغير قيمته قليلاً؛ ليصبح إهليجيًّا، ثم يعود إلى وصفه شبه الدائري في دورة مدتها 100 ألف سنة، وعندما يكون المدار دائريًّا فإن الأرض تتلقى كمية مماثلة من حرارة الشمس في كل يوم من أيام السنة، أما عندما يكون المدار إهليجيًّا فإن كوكبنا يكون في بعض أيام السنة أقرب إلى الشمس ويتلقى مزيداً من الحرارة منه في أيام السنة الأخرى، وإن كانت كمية الحرارة التي يتلقاها الكوكب تبقى ثابتة.
 – التغير الثاني هو في محور دوران الأرض، فالأرض تدور حول محورها، وهذا المحور يكون مائلاً مع مستوى دورانها حول الشمس، بمعنى أنه إذا رُسم محور متعاقد مع مستوى دوران الأرض حول الشمس، فإن محور دورانها يميل على هذا المحور العمودي بزاوية تتغير من 21.8 إلى 24.5 درجة في دورة مدتها 41 ألف سنة، وهذه الزاوية الآن 23.4 وهي آخذة في التناقص.
- التغير الثالث في هندسة الأرض تتعلق أيضاً بمحور دورانها، فهذا المحور الوهمي يرسم في السماء دائرة وهو ما يعرف بالترفع precession، ويكمل المحور دورته هذه في دورة مدتها 23 ألف سنة.
والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ذكر هذه الحقيقة في الحديث الشريف الذي يقول: "لَنْ تَقُوْمَ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُوْدَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوْجًا وأَنْهَارًا" صحيح مسلم
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

البحث العلمي وامتلاك التقنية

أكدت أبحاث عديد من العلماء على الأثر القوي للتعليم على الإنتاج وعلى التطور الاقتصادي والتقدم التقني، فخلف كل مظاهر التقدم التقني والاقتصادي تكمن جهود العلماء الباحثين في مختبراتهم. فمؤسسات البحث العلمي تلعب دورا مهما في تطوير الإنشاءات، وضمان نجاح التخطيطات الاقتصادية وتصحيحها وتقييمها. كما تؤدي البحوث إلى حدوث اكتشافات علمية تؤثر في طبيعة فهم الإنسان ونظرته إلى العالم وفي كشف مناطق جديدة من المعلومات والاحتمالات التطبيقية التي تتحول إلى وسائل وأدوات تكنولوجية للإنتاج والمواصلات وغيرها؛
فالبحث العلمي هو استنباط للمعرفة، وتطوير لمنتج، وتخلف البحث العلمي في القطاع الصناعي أو الاجتماعي أو غيره يحول دون تطوير هذه القطاعات والتغلب على مشاكلها؛ وبالتالي فإنه لا يمكن مع هذا التخلف تطوير تكنولوجيات أو تحسين مستويات هذه القطاعات ولا النهوض بها ولا إنتاج الثروات.
إن الاستقلالية التكنولوجية، وإخضاع هذه المعارف وتطويرها رهين بالبحث العلمي وسياسة واستثمار الموارد البشرية، والجامعات بما تضمه من مخابر البحث، وورش التجريب ومدرجات التدريس تعد من أهم وسائل إعداد الطاقة البشرية وصقلها، وتنمية مهاراتها بالعلم والمعرفة والتدريب.
يلاحظ بعض الباحثين أن جامعاتنا لا تقر سياسات البحث العلمي، ولا تحدد أهدافًا إستراتيجية على المدى القصير ولا على المدى الطويل ولا المتوسط، ولا تضم البرامج السنوية للجامعات برامج بحوث بالمفهوم العالمي إلا نادرا، وغالبا ما تكون مشاريع البحوث المنجزة من تلقاء مبادرة فردية أو مجموعات بحث صغيرة.
فهذه الجامعات لم تكن مجالا للبحث العلمي قط. فقد انهمكت بعد حصول بلداننا على الاستقلال في تكوين الأطر من أطباء وحقوقيين ومدرسين ورجال إدارة؛ ليحلوا محل الأطر الاستعمارية، واستمرت هذه الوضعية ردحا من الزمن، وبعد ذلك عند دخول هذه الدول فيما يسمى بالتقويم الهيكلي الاقتصادي الذي أملاه صندوق النقد الدولي، قلت الاعتمادات المالية والنفقات الاستثمارية في التعليم وفي سائر القطاعات. فبدأت ظاهرة بطالة الخريجين التي ما زلنا نعانيها: طوابير من المتعلمين والكفاءات معطلة عن الإنتاج، لا تتاح لها فرصة القيام بدور منتج، مشلولة مهمشة، رغم الحاجة الوطنية الملحة إلى المتعلمين كافة وفي سائر التخصصات.
عوائق في طريق العلماء
تعاني البلاد العربية نقصا في الموارد البشرية العاملة في حقل البحث العلمي فمعدل العلماء الباحثين ضعيف بالنسبة لعدد السكان، أقل من المعدلات العالمية التي قد تصل في البلاد المتقدمة إلى 3000 باحث لكل مليون من السكان. إضافة إلى ذلك عدم توفير شروط البحث العلمي منها:
غياب الحرية الأكاديمية وعدم تفرغ الباحثين. فالعلم لا يعبر عن نفسه بكل حرية. والقيود مفروضة على نشر المعلومات وتداولها، مما يحول دون إتاحتها للباحثين وعموم الناس. وهذا حال البلدان المتخلفة كلها، حيث نجد علماء ينتمون لمصالح الحكومات، ويتولون في غالب الأحوال مهام إدارية، وعلماء آخرون (خارج الدائرة) وهم كثيرون وأكثر نشاطا وإنتاجا، لا يستشارون في التخطيط لأية سياسة علمية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولا يستفتون في القرارات الحكومية المتعلقة بالعلم ومجالاته وتطبيقاته. إن الحرية الأكاديمية يجب أن تتاح للمؤسسات العلمية وللعلماء؛ لأنهم يحتكمون على مقاييس للقيم، تحتم عليهم أن يكونوا قادرين على بلورة أفكارهم والالتزام بحدود أبحاثهم.
وطغيان السلوك الإداري البيروقراطي على أجهزة الإدارة المتحكمة في الجامعات ومرافقها ومخابرها، وشيوع سلوكيات غير أخلاقية بين أفراد الهيئة العلمية والقطاعات الممولة؛ يؤدي إلى انتشار الزبونية والانتهازية وعدم العدالة في تكليف الباحثين وتفرغهم وتمويل أبحاثهم. ؛ بالإضافة إلى تواضع العائد المالي للباحثين. مما يغري ويشجع الباحثين على الهجرة التي تؤدي إلى استنزاف الوطن العربي ومزيد تأخره. والضرورة التي تدعو إلى منح العلماء الحرية في اختيار ميادين بحوثهم، ترتبط بالدعوة إلى إتاحة الفرصة لهم لتحقيق مشاريعهم البحثية بتوفير الشروط المادية وتشريعات العمل التي تسمح لهم بالتفرغ طيلة مدة. 
إجراء البحث
عزلة العلماء وغياب قنوات اتصال بينهم: فعلى مستوى المؤسسات يلاحظ بعض الباحثين أن نظام التعليم العالي بالمغرب يتوزع إلى جامعة ومدارس عليا ومعاهد تكون أطرًا تختلف في معاييرها التربوية ووسائلها وتدبيرها، أتت وضعية الشتات هذه ضمن إرث النظام عن فرنسا، فالمدارس العليا للمهندسين موروث عن فرنسا وباقي دول العالم المتقدم لا تعمل به، والمدارس العليا للأساتذة تعيش أزمة هوية، وكليات العلوم والتقنيات تتمتع بحق إعطاء شهادة مهندس؛ لكنها قد تحاول أن تتحول إلى مدرسة مهندسين، وتفرز كلية الطب أطرا يصعب عليها التواصل مع باحثي كلية العلوم، ولا يشارك المهندس مع الصيدلي في أمور كثيرة، أمثلة مثيرة عن صور الشتات، وغياب التواصل يعني غياب البرامج المشتركة والتعاون المثمر؛ بموازاة المؤسسات الجامعية هناك مراكز بحوث تابعة لبعض الوزارات، وترتبط بجهات مختلفة (جامعة، أو وزارة التعليم العالي، أو وزارة الفلاحة… إلخ) ويترتب على اختلاف الأنظمة وشتات بنيات البحث صعوبات كبرى في تواصل المراكز فيما بينها وبين الجامعات مما يؤدي إلى العزلة وإلى التبعية الفعلية للدولة التي استورد منها النظام لأول مرة .
ويزداد هذا العائق قوة بفعل قلة وسائل الاتصال بين العلماء والباحثين، ونقص تبادل المعلومات بسبب الافتقار إلى أنظمة تبادل المعلومات والنشرات المهنية والمجلات، وللعلم فإن التقدم العلمي يزدهر بالاتصال بين العلماء وذوي الاختصاص على جميع الأصعدة الإقليمية والوطنية والدولية والقارية؛ لمقارنة نتائج أبحاثهم ومناقشتها، والاطلاع على ما توصل إليه أندادهم، وهذا التقدم يعاق بسبب غياب أنظمة الاتصال بين العلماء، فلا تتاح لهم فرص إثراء بحوثهم وتنميتها وتعميق الخبرة، ويضاف إلى هذا العامل قلة فرص التدريب المتاحة لهم، وغياب حلقات التكوين المستمر ودوراته سواء داخل البلاد أو خارجها، بدعوى قلة الاعتمادات المالية المرصودة لهذا الجانب.
إن عزلة الباحث تعني ضعف إمكانية وصوله إلى مصادر المعلومات، وقلة فرص تعرف مجهودات غيره أو منجزات النمو العلمي ومستجداته، واعتماد اللغة الفرنسية في البحث وفي تدريس العلوم والتقنيات في المغرب يساهم في إبعاد الباحثين عن لغة النشر العلمي، ويؤدي إلى اختزال آفاقهم، كما يؤدي إلى رداءة تواصلهم مع عموم المواطنين وضعف اهتماماتهم بنشر الثقافة العلمية داخل النسيج الاجتماعي. إن القدرة على التواصل مع الآخرين توجد ضمن ما يتصدر مؤهلات الباحث العلمي في عصر الاتصال الذي دخلته البشرية ولا تزال تغوص فيه، ولا تقتصر مهارات التواصل على إتقان اللغة الأم والتمكن من لغة أجنبية فحسب، وإنما تمتد إلى تقنيات معالجة النص ومهارات التواصل بصفة عامة.
فالجامعة ليست مجرد مؤسسة للبحث العلمي وإعداد العلماء والتقنيين، فإنها إلى جانب ذلك مؤسسة ثقافية لها دور تثقيفي اجتماعي وطني، تساهم في بعث العلوم من رقادها وفي تثقيف المواطنين وتنشيطهم وحفزهم على الإبداع والتجديد والتأليف من خلال نشرها للأعمال الأدبية والعلمية، وتنظيمها للدورات التدريبية ومهرجانات الفنون والثقافة ومن خلال اتفاقيات الشراكة التي قد تربطها بهيئات المجتمع المدني، وفك العزلة عنها وإدماجها في النسيج الاجتماعي يعتبر من أول الأولويات.
عدم ارتباط النشاطات التعليمية والبحثية العربية ببرامج التنمية والإنتاج وضعف الإمكانات البحثية وعدم تكافؤ فرص وظروف البحث بين الجامعات، فبعض الجامعات تعاني من تخمة مالية بما يخصص لها من ميزانيات ضخمة لتسيير مرافقها وصيانتها، بينما تعاني جامعات في دول أخرى بؤسا ماليا وقلة في المخصصات، يحول دون مواكبة التطورات التقنية ودون تغطية نفقات أبسط البحوث، أو إصدار النشرات.
إن الإنتاجية العلمية والبحثية للجامعات ومعاهد البحث العربي أقل بكثير مما يمكن أن تقدمه بالقياس إلى الطاقات والكفاءات التي تملكها، ومقارنة الإنتاجية العلمية والبحثية العربية مع الإنتاج الإسرائيلي البحثي يثير القلق والأسى، برغم أن الفارق الكبير في الإمكانيات البشرية والمالية هو لصالح الأمة العربية، فإنتاج العلماء العرب مجتمعين في وقتنا الراهن يقل عن إنتاج الفئة نفسها في إسرائيل قبل عقود من الزمن، والأدهى من ذلك هو أن إنتاجية الباحث العربي تعادل 10 % ( من المعدل العادي لغيره من العلماء).
والأسوأ من ذلك أن البحث العلمي ينصبّ خاصة على القطاع الصناعي بالدرجة الأولى مهملا القطاع الزراعي والاجتماعي وغيرهما، وذلك في كثير من بلدان الوطن العربي، رغم أن المآسي الاجتماعية والكوارث الاقتصادية والهزات السياسية التي تعانيها هذه البلدان لها ارتباط وثيق بتخلف القطاع الزراعي وضعف مردوده وبتردي الأوضاع الاجتماعية وتفشي آفات الأمية والجهل والتطرف وقلة الطلب الاجتماعي على العلم وتردي أحوال الريف وتدني وضعية المرأة وانتشار الجريمة والمخدرات وغير ذلك من الآفات التي تحول دون تحقيق أي تنمية؛ وأكثر هذه الآفات مرتبط بتدهور وتخلف القطاع الزراعي الواسع الانتشار في بلداننا، فالتنمية الحقيقة هي التي تركز على تطوير وإنماء القطاع الزراعي ماديا وبشريا بتوجيه فائق العناية بالبوادي والقرى حيث يتواجد معظم السكان، وليس في خلق قطاع صناعي ضخم يكلف رساميل ضخمة وقد يصبح عبئا على موارد البلاد بسبب غياب الشروط والمعطيات.
إن عائد قوة العمل من خريجي النظام التعليمي محدود للغاية في النشاطات الزراعية. فالمشكلة تبقى في مدى الإسهام الحقيقي للإرشاد والبحوث في زيادة الإنتاج الزراعي بصورة عامة وتحسين أحوال البادية، ومدى تكلفة تعليم الخريجين في هذه المجالات، وتكلفة رواتبهم بعد التخرج بالنسبة للعائد الناتج عما ينشرونه من معرفة علمية، وما يساهمون به في حل المشكلات، ومن المعروف في بلداننا أن السواد الأعظم ممن يعملون في الزراعة من الأميين، والأميون يعيشون في عزلة وتهميش، يحرمون من امتلاك وسائل تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية ويعجزون عن تأمين الحد الأدنى من شروط الحياة؛ فأهم أسباب الرقي هو العناية بالإنسان وتكوينه بوصفه العنصر الذي يمتلك القدرات التي يمكن توظيفها في كل مناحي الحياة.
المعرفة قوة
يجب إذن عند التفكير في تطوير الجامعة والنهوض بالبحث العلمي الالتفات إلى الموارد البشرية الكثيرة كمًّا والقليلة نوعًا، وضمان الرفع من مستواها بتكوين أساسي شامل يجعل الناس قادرين على التفاعل والتواصل فيما بينهم ويزيد من قابليتهم على التعلم ويقوي الطلب الاجتماعي على العلم والتكنولوجيا والمعلومات، ويضمن خلق سوق لترويج المعلومات وضمان استهلاكها؛ ومما يساهم في تحقيق ذلك، تنظيم المعارض العلمية واللقاءات الدراسية المنفتحة على مكونات المجتمع وهيئاته وطبقاته، من جمعيات واتحادات ونقابات ونساء وشيوخ وغيرهم، وإحداث قنوات تلفزية تعنى ببث البرامج العلمية والأفلام الوثائقية والاستطلاعات، واعتماد اللغة العربية في تواصل العلماء والهيئات العلمية مع المواطنين، وفي نشر الأعمال والأبحاث، وإحداث المواقع العلمية العربية على شبكة الإنترنت، وغير ذلك كثير مما يمكن إحداثه، وإقرار برامج ومشاريع التعاون بين الجامعات ومراكز البحث العربية، وبين المؤسسات الإنتاجية وغيرها. 
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

العلاج المغناطيسي.. نقلة نوعية في الرعاية الصحية

العلاج المغناطيسي هو أحد أنواع وسائل العلاج بالطب البديل التي تستخدم الطاقة المغناطيسية في علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الجسم، والمغناطيس في حد ذاته لا يقوم بالشفاء، بل يهيئ بيئة متوازنة للجسم للإسراع من عملية الشفاء.
فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن قوة المجال المغناطيسي للأرض قد قلت بنسبة 50 % عما كانت عليه منذ قرون مضت؛ مما أدى إلى نقص كمية الطاقة المغناطيسية التي يستفيد جسم الإنسان منها. كما ساهم مجتمعنا الصناعي الحديث بما يحيطنا به من أطر ومعدات معدنية - تمتص جزءا من الطاقة المغناطيسية المنبعثة لنا من الأرض- في تقليل فائدة وقوة الطاقة المغناطيسية التي يمكننا الحصول عليها.
لذلك تعتمد فكرة العلاج المغناطيسي على نفس قواعد الطاقة المغناطيسية في الطبيعة. حيث تخترق الطاقة المغناطيسية الجلد في موضع معين لتمتص عن طريق الشعيرات الدموية الموجودة في الجلد المغطي لهذا الموضع، فتسير في الدم حتى تصل إلى مجرى الدم الرئيسي الذي يغذى جميع الشعيرات الدموية الموجودة بالجسم. ويرجع امتصاص الطاقة المغناطيسية في الدم إلى احتواء هيموجلوبين الدم على جزيئات حديد وشحنات كهربية أخرى تمتص هذه الطاقة المغناطيسية؛ فينشأ تيار مغناطيسي في مجرى الدم يحمل الطاقة المغناطيسية إلى أجزاء الجسم المختلفة.
وتتسبب الطاقة المغناطيسية الممتصة في تحفيز الأوعية الدموية فتتمدد، وبالتالي تزداد وتتحسن الدورة الدموية؛ مما يؤدي لزيادة تدفق الغذاء -المتمثل في الطعام والأكسجين- إلى كل خلايا الجسم فتساعده على التخلص من السموم بشكل أفضل وأكثر كفاءة. وبالتالي تعادل المحتوى الهيدروجيني لخلايا وأنسجة الجسم، فتساعد هذه البيئة المتوازنة على تحسين أداء وظائف الجسم، وبالتالي يشفي الجسم نفسه بنفسه.
فالطاقة المغناطيسية تساعد الجسم على أن يشفي نفسه بنفسه عن طريق تحفيز الكيمياء الحيوية الموجودة في الجسم وبالتالي يحدث الشفاء بطريقة تلقائية.
ويلاحظ أن للطاقة المغناطيسية تأثيرا على كل أجزاء الجسم، وهذا التأثير قد يظل عدة ساعات حتى بعد إبعاد المجال المغناطيسي عن الجسم.
فوائد العلاج المغناطيسي
للعلاج بالمغناطيسية فوائد عديدة منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:
  1. زيادة قدرة هيموجلوبين الدم على امتصاص جزيئات الأكسجين مما يزيد من مستويات الطاقة بالجسم.
  2. تقوية خلايا الدم غير النشطة مما يؤدي لزيادة عدد الخلايا في الدم.
  3. تمدد أوعية الدم برفق مما يساعد على زيادة كمية الدم التي تصل إلى خلايا الجسم. فيزداد إمدادها بالغذاء وتزداد قدرتها على التخلص من السموم بشكل أكثر فاعلية.
  4. تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وإزالته من على جدران الأوعية الدموية؛ مما يؤدي لتقليل ضغط الدم المرتفع للمعدل المناسب.
  5. تعادل الأس الهيدروجيني في سوائل الجسم مما يساعد على توازن الحمض مع القلوي بالجسم.
  6. إنتاج الهرمونات وإطلاقها يزداد أو يقل تبعًا لمتطلبات الجسم في أثناء فترة العلاج.
  7. تعديل أنشطة الإنزيمات بالجسم بما يتناسب مع احتياجاته.
  8. زيادة سرعة تجدد خلايا الجسم مما يساعد على تأخير الشيخوخة.
  9. تساعد على تنظيم وظائف الأعضاء المختلفة بالجسم.
  10. تساعد على التخلص من الإحساس بالألم عن طريق تهدئة الأعصاب، فعندما يتم إرسال الإشارات التي تعبر عن الألم للمخ تقوم الطاقة المغناطيسية بتقليل النشاط الكهربي وتغلق قنوات وصول هذه الإشارات للمخ؛ فيزول الألم.
الحالات التي يمكن علاجها بواسطة العلاج المغناطيسي
في دراسة قام بها د. ناكاجاوا مدير مستشفى إسوزا بطوكيو ( Dr. N. Nakagawa Chief of Tokyo's Izusa Hospital) استخدم فيها العلاج المغناطيسي لعلاج 11 ألف مريض يعانون من تشنج العضلات في الأكتاف ومنطقة الرقبة، قد تحقق الشفاء بنسبة 90% من بين هؤلاء المرضى.
ومن الحالات التي يمكن علاجها باستخدام العلاج المغناطيسي ما يلي:
  1. خشونة وضعف مفاصل الأيدي والأرجل والأذرع والأقدام والأكتاف.
  2. المشاكل الهضمية مثل: عسر الهضم، والتهاب المعدة… إلخ.
  3. عدم انتظام عمليات التمثيل الغذائي بالجسم مثل نقص إنتاج الأنسولين.
  4. شفاء بعض أنواع السرطان.
  5. الإصابات مثل الجروح والحروق.
  6. النزيف الذي ينتج عن ضعف الأنسجة والأعضاء مثل نزيف اللثة.
  7. الأشكال المختلفة لالتهاب المفاصل.
  8. كسور المفاصل والعظام.
  9. عدوى وحصى الكلي.
  10. انثناء المفاصل في أي جزء من أجزاء الجسم
  11. عدم انتظام عملية التنفس مثل أمراض الربو والالتهاب الشعبي.
  12. المشاكل الجلدية مثل حب الشباب والإكزيما.
  13. تغير تحرك أيونات الكالسيوم بحيث تزداد في مناطق كسور العظام لتساعد على سرعة التئامها، أو تقل في مناطق المفاصل لعلاج الالتهابات التي تصيبها.
والعلاج المغناطيسي لا يهدف إلى علاج أمراض بعينها بقدر ما يهدف إلى إمداد الجسم بظروف مثالية؛ مما يساعده على أن يشفي نفسه بنفسه. فكما ذكرنا من قبل أن كل الجسم يتأثر بالطاقة المغناطيسية بغض النظر عن المنطقة التي يعالجها في الجسم. وقد أطلق د. كيميث مكلين (Dr. Kenneth McLean) أحد علماء معهد المغناطيسية بولاية نيويورك الأمريكية على العلاج بالمغناطيسية أنه عطية من الله؛ حيث أنه يفيد في علاج كل الأمراض وبدون أعراض جانبية تذكر.
هل العلاج المغناطيسي آمن؟
ومما يحسب للعلاج بالمغناطيسية أنه ليس دواء إدمان مثل بعض الأدوية، كما أنه لا يتفاعل مع أي دواء كما أوضحت الأبحاث أن أعراضه الجانبية ضئيلة جداً.
فالأعراض الجانبية للعلاج بالمغناطيسية قد تظهر –إن وجدت- بشكل واضح لعدة أيام قليلة بعد العلاج بالمغناطيسية؛ لأنه يساعد الجسم على التخلص من السموم وزيادة قدرته على امتصاص السوائل. وقد تظهر الأعراض متمثلة في الصداع والأرق وارتفاع درجة حرارة الجسم. وهذه الأعراض تزول بعد يوم أو يومين من العلاج وبشكل تلقائي.
البدء في العلاج
إن درجة شدة المرض ومدته هي التي تحدد قوة حجر المغناطيس المستخدم. ومن الأفضل أن يبدأ المريض باستخدام حجر مغناطيس ذي قوة منخفضة، ثم يزيد من قوته تدريجيًّا بعد ذلك، ويجب أن يتم معالجة الأطفال، والصغار، وكبار السن عن طريق مغناطيس كهربي منخفض القوة.
كما وجدت الأبحاث أن فترة العلاج بالمغناطيسية تزداد إذا كان المريض يعاني من الأنيميا، أو نقص الكالسيوم، أو العلاج بعقاقير تخمد نظام المناعة التلقائي بالجسم.
حالات يصعب معها استخدام العلاج المغناطيسي
هناك حالات يصعب علاجهم بواسطة العلاج المغناطيسي مثل:
  1. النساء الحوامل
  2. الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع.
  3. الأشخاص الذين يعيشون بالقلب الصناعي
  4. الأشخاص الذين تحتوي أجسادهم على أجزاء تعويضية معدنية مثل الأطراف الصناعية.
  5. كما لا يجب استخدام مجال مغناطيسي شديد القوة على الأطفال، أو العيون، أو منطقة المخ، أو القلب.
  6. لا يجب أن يستخدم قطب جنوبي شديد القوة للمغناطيس في علاج الأورام وحالات السرطان وحالات العدوى البكتيرية والفيروسية.
ويجب الاحتفاظ بالمغناطيس الكهربي بعيدًا عن أجهزة الكمبيوتر، وبطاقات الائتمان، والفيديو، والبطاريات الموجودة في ساعات اليد والسماعات، والتليفونات المحمولة… إلخ.
نوع القطب المغناطيسي الذي يستخدم على الجسم
يتميز القطب الشمالي للمغناطيس باحتوائه على طاقة سلبية ويتميز عادة بلونه الأخضر لذلك يسمى (القطب الأخضر) وله تأثير كبير على النمو، حيث يحفز كل أشكال الحياة؛ لذلك لا يجب استخدامه في علاج العدوى والبكتيريا، إلا أن له تأثيرا كبيرا على تهدئة الأعصاب وإزالة الشعور بالألم أو تخفيفه؛ لذلك فاستخدامه أكثر شيوعا في علاج التهابات المفاصل والأمراض الجلدية والحروق وآلام الأسنان وعلاج بعض أنواع السرطان، وأمراض الجهاز الهضمي.
أما القطب الجنوبي فيتميز باحتوائه على طاقة موجبة، ويتميز بلونه الأحمر لذلك يسمى (القطب الأحمر) وهو أقل استخداما من القطب الشمالي إلا أن له فائدة في إسراع تجلط الدم لذلك يساعد في علاج نزيف الجروح، كما يقلل من أيونات الكالسيوم غير الطبيعية بالجسم. ويساعد على إذابة الدهون وإزالتها من على جدران الشرايين والأوردة.
كما يوصي بعض خبراء العلاج بالمغناطيسية باستخدام القطب الجنوبي للمغناطيس في علاج الجسم في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، واستخدام القطب الشمالي للمغناطيس في علاج الجسم في نصف الكرة الشمالي.
سوق المنتجات المغناطيسية
ويستخدم العلاج بالمغناطيسية عدد كبير من لاعبي الجولف أو لاعبي الرياضات المختلفة بشكل أساسي ويومي؛ لما له من تأثير فعال في تقليل الإحساس بالألم وشفاء الكسور والتهابات المفاصل والتئام الجروح. ولا تزال قيمة مبيعات المنتجات المغناطيسية (كالأقراط المغناطيسية والأساور المغناطيسية – والنعال المغناطيسية… إلخ) في تزايد مستمر حتى وصلت في السنوات الأخيرة إلى حوالي 150 مليون دولار سنويا.
فنحن نقف الآن على أعتاب علم حديث هو في حقيقة الأمر قديم. وهذا العلم قد يؤدي إلى حدوث نقلة هائلة في مجال الرعاية الصحية والطب البديل على مدار الأعوام القليلة القادمة. عندئذ لن يكون عجيبًا قولنا بأنه من بين كل خمسة أمراض تصيب الجسم يمكن علاج أربعة منها عن طريق العلاج المغناطيسي.
اقرأ أيضًا:
هندي يعالج السرطان بالضغط المغناطيسي
عمان - قدس برس- إسلام أون لاين/ 3-2-2001
أعلن الطبيب الهندي "راسو يندجيت سينج" إمكانية علاج العديد من الأمراض دون حاجة للتدخل الجراحي أو الأدوية والعقاقير، وذلك عن طريق العلاج الطبيعي واستعمال طريقة الضغط المغناطيسي.
وأوضح سينج في تصريح لصحيفة "الدستور" نشرته السبت (3-2-2001) أنه يوجد في الجسم 72 ألف نقطة، وقد تم تحديد 900 نقطة منها للاستخدام والعلاج بطريقة الضغط، مشيرا إلى أن عددا من الأطباء قاموا بحصر هذا الرقم إلى 34 نقطة في اليدين، و34 في القدمين، وأن من يعرف هذه النقاط يمكنه علاج العديد من الأمراض.
وقال: إن هذا العلاج بمثابة "فيرست إيد" وهو العلاج السريع الذي يمكن استخدامه في أي منزل؛ فيمكن بعد النظر إلى الخريطة التي تبين فيها النقاط المذكورة أن تعالج أي شخص يصيبه المرض، وما على الشخص المعالج سوى النظر إلى الخريطة، وتحديد موقع النقطة والضغط عليها؛ لأن جميع عروق جسم الإنسان تتجمع في مناطق الكف والقدم.
وبخصوص كيفية العلاج المغناطيسي قال: إنه تم اكتشاف تلك الطريقة خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، وحاليا تقوم دول مثل الهند وألمانيا وروسيا واليونان بإجراء دراسات وبحوث على هذا النوع من العلاج.
وأضاف أنه باستخدام القطب الشمالي والجنوبي المغناطيسي على اليدين والقدمين (اليسرى أو اليمنى) أو السفلي أو العلوي يمكن معالجة الكثير من الحالات المرضية، مشيرا إلى أن مدة العلاج تصل إلى 15 ساعة في الحد الأقصى، ويمكن الاكتفاء بساعة واحدة فقط.
وحول إمكانية علاج داء السرطان بهذه الطريقة أوضح أنه سبق له علاج الكثير من الحالات المزمنة بنجاح، وأنه باستخدام طريقة الضغط المغناطيسي يستطيع كشف حالات مبكّرة من السرطان، عندما لا يتجاوز انتشاره في جسم المصاب نسبة 5 في المائة، في حين أن طرق العلاج الأخرى تكتشف السرطان المبكر عندما تكون نسبة انتشاره 40 في المائة.
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad
;